وهذا أحد الوجوه في قوله:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}[هود: ٤٦].
قال بعض المفسرين: كان نوح عليه السَّلام يظن أن ابنه مؤمن، ولم يعلم أنه كان كافرًا، ولو علم لم يقل:{رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ}[هود: ٤٥]؛ أي: بأنك تنجيني وأهلي إلا من سبق عليه القول منهم؛ أي: أن يكون كافرًا.
ولم يكن قد علم أن ابنه كنعان كان قد سبق عليه القول بكفره، وإلا فليس من شأن نوح عليه السَّلام أن يسأل ربه هلاك الكفار واستئصالهم بحيث لا يبقى على الأرض منهم ديار، ثم يسأل نجاة بعضهم ولو كان ابنه، وكان كنعان يُظهر الإيمان ويبطن الكفر.
قال الحسن رحمه الله تعالى: كان منافقاً (١).
وفي قوله تعالى:{يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}[هود: ٤٦] أقوال:
قيل: إنه كان ابن زوجته من زوج آخر كما تقدم عن أبي جعفر.
وقيل: بغت به أمه وهلكت معه؛ بدليل قوله تعالى عن امرأتَيْ نوح ولوط عليهما السَّلام:{فَخَانَتَاهُمَا}[التحريم: ١٠].
وهذا خطأ، والصواب أن خيانتهما كانت في الدِّين والنميمة، لا في الفراش.
وروى عبد الرزاق، والمفسرون، وابن أبي الدُّنيا في "الصمت"، وصححه الحاكم، عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما في قوله: