للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويصومون صومنا نضربهم؟

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُوْزَنُ ذَنْبُهُمْ وَعُقُوْبَتُكُمْ إِيَّاهُمْ؛ فَإِنْ كَانَتْ عُقُوْبَتُكُمْ أكثَرَ مِنْ ذُنُوْبِهِمْ أَخَذُوْا مِنْكُمْ".

قالَ: أرأيت سَبَّنا إياهم؟

قال: "يُوْزَنُ ذَنْبُهُمْ وَأَذَاكُمْ إِيَّاهُمْ؛ فَإِنْ كَانَ أَذَاكُمْ أكثَرَ أُعْطُوا مِنْكُمْ".

قال الرجل: ما أسمع عدواً أقرب إلى منهم.

فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان: ٢٠].

فقال الرجل: أرأيت يا رسول الله وَلَدِي أَضْرِبُهُمْ؟

قال: "إِنَّكَ لا تُتَّهَم فِيْ وَلَدِكَ؛ فَلا تَطِيْبُ نَفْسًا تَشْبَعُ وَيَتَجَوَّعُ، وَلا تَكْتَسِيَ وَيعْرى" (١).

وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن الوالد لا يتهم في ولده إلا أن يكون المتهم له أحمق، أو خارجا عن طباع البشرية، أو يكون الوالد مختل العقل بهوى، أو سوء اعتقاد أو غيرهما، فيكون محلاً للتهمة، وما يوقعه الوالد الكامل بولده من عقوبة أو إهانة فإنما يريد تكميله، أو تأديبه، أو تهذيبه، أو صيانته عما يخشاه عليه من سوء العاقبة.


(١) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (١/ ١١٣)، وكذا ابن أبي حاتم في "التفسير" (٨/ ٢٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>