للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأرض بغير نار، فقال موسى لأخيه هارون عليهما السَّلام: إن الله -جل ثناؤه- وهب لي نوراً، وإني أهبها -أي: هذه الهبة والعطية- لك.

قال: فقال هارون لابنيه: إن الله عز وجل وهب لعمِّكما نوراً، وإنه وهبها لي، وإني أهبها لكما.

وكان الغلامان يقربان القربان لبني إسرائيل، ويسرجان في بيت المقدس، فأبطأت نار السماء، فاستضاءا بنار الأرض، فجاءت النار من السماء فأحرقت الغلامين.

قال: فسمعت مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول: لما احترق الغلامان ابنا هارون شَعَّثَ موسى وهارون عليهما السَّلام رؤوسهما، وأقاما حزينين بين يدي الله تعالى، وبكيا على الغلامين صَبابة إليهما، فأوحى الله عز وجل إليهما: هكذا أفعل بمن عصاني من أهل طاعتي، فكيف بمن عصاني من أهل معصيتي؟ (١)

وروى ابنه في "زوائده" عن سالم بن أبي الجعد: أن ابْنَيْ هارون أمرا أن يُسْرِجا من زيت بيت المقدس فأسرجا من غيره، فثارت النار فأخذتهما، فجاء هارون يطفئ عنهما النار فلا تطفأ، فقال موسى: خل بين ربك عز وجل وبين ما أرادة فإنها مأمورة، فأوحى الله إلى موسى: هذا فعلي بمن خالفني من أوليائي، فكيف بمن خالفني من أعدائي؟


(١) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>