للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: هذا والله ذلك الرجل، انتهى (١).

وكان هود عليه السلام أخا عاد في النسب، وهو هود بن عبد الله ابن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص.

وقال ابن إسحاق: هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح (٢).

وروى ابن إسحاق، وإسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما: أن عاداً كانوا أصحاب أوثان يعبدونها على مثال ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، واتخذوا صنماً يقال له: صمود، وصنما يقال له: الهتار، فبعث الله إليهم هودًا عليه السَّلام، فكان هود من قبيلة يقال لها: الخلود، وكان من أوسطهم نسبًا، وأصبحهم وجهًا، أبيض جيداً، بادي العنق، طويل اللحية، فدعاهم إلى الله تعالى، وأمرهم أن يوحدوه، وأن يكفوا عن ظلم الناس، ولم يأمرهم بغير ذلك، ولم يَدْعُهم إلى شريعة ولا صلاة، فأبوا ذلك وكذبوه، وقالوا: من أشد منا قوة؟ وذلك قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: ٦٥] إلى قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ}؛ يعني: سكاناً في الأرض {مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ}، فكيف لا تعتبرون فتؤمنون وقد علمتم ما نزل بقوم نوح من النقمة حين عصوا، {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً}؛ أي: طولًا وقوة، {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ}؛ يعني: هذه النعم {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: ٦٩]؛ أي:


(١) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٤/ ٧٥٠ - ٧٥١).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>