للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشراء: ١٢٨ - ١٣٠].

فامتلأ الحجاج غيظاً، فأمر بقتله، فأخرجه الحرس إلى الرحبة ليقتلوه، فقال: دعوني أتمثل بثلاثة أبيات.

فقالوا: تمثل بما شئت.

فأنشأ يقول: [من المنسرح]

ما رَغْبَةُ النَّفْسِ فِي الْحَياةِ وَإِنْ ... عاشَتْ طَوِيلاً وَالْمَوْتُ لاحِقُها

أَوْ أَيْقَنَتْ أَنَّها لا تَعُوْدُ كَما ... كانَ بَراها بِالأَمْسِ خالِقُها

إِنْ لا تَمُتْ غِبْطَةً تَمُتْ هَرَماً ... لِلْمَوْتِ كَأْسٌ فَالْمَرْءُ ذائِقُها

ثم مد عنقه فضربت، فانصرف قاتلوه إلى الحجاج فأخبروه بقوله، فقال: لله دره ما كان أصرمَه في حياته، وعند وفاته.

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "العقوبات" عن يحيى بن يعلى رحمه الله تعالى قال: قال هود عليه السلام لقومه لما عبدوا الأصنام وعملوا بالمعاصي: يا قوم! إني بعثة الله إليكم، وزعيمه فيكم، فاتقوه بطاعته، وأطيعوه بتقواه؛ فإن المطيع لله يأخذ من نفسه لنفسه بطاعة الله رضا اللهِ، وإن العاصي له يأخذ من نفسه لنفسه بمعصية الله سَخَطَ اللهِ، وإنكم من أهل الأرض، والأرض تحتاج إلى السماء، والسماء تستغني عن الأرض، فأطيعوا الله تستطيبوا حياتكم وتأمنوا ما بعدها، وإن الأرض العريضة تضيق عن البعوضة بسخط الله.

وفي المعنى قلت: [من المديد]

<<  <  ج: ص:  >  >>