للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدع بن مُهَرجِ بن المحيا، وجعلت له نفسها إن عقر الناقة، ودعَت عنزة رجلاً من ثمود يقال له: قَدَّار بن سالف -زعموا أنه كان ابن زنا، ولم يكن من سالف ولكن ولد على فراشه- وجعلت له أي بناتها شاء إن عقر الناقة، فانطلق هو ومصدعِ، واستغويا غواة ثمود، فاتبعهم سبعة نفر، وكانوا تسعة رهط، فانطلقوا ورصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء، وكَمَن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وكمن لها مصدع في طريق آخر، فمرت على مصدع فرماها بسهم، فانتظم به عضلة ساقها، ثم خرجت عنيزة فَأمرت إحدى بناتها أن تسفر لقدار خشية أن يجبن عن عقر الناقة، فكشف عرقوبها فخرت، فبعث الله العذاب على ثمود في ثلاثة أيام، فهلكوا (١).

والقصة مفصلة في محالِّها، وهذا ملخصها.

وروى ابن جرير، والحاكم في "المستدرك"، وغيرهما عن عمرو ابن حارثة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كَانَتْ ثَمُوْدُ قَوْمُ صَالِحٍ أَعْمَرَهُمُ اللهُ فِيْ الدُّنْيَا، فَأَطَالَ أَعْمَارَهُمْ حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَبْنِي السَّكَنَ مِنَ الْمَدَرِ، فَيَنْهِدِمُ وَالرَّجُلُ مِنْهُمْ حَيٌّ، فَلَمَّا رَأَوا ذَلِكَ اتَّخَذُوْا مِنَ الْجِبَالِ بُيُوْتاً، فَنَحَتُوْهَا وَجَابُوْهَا، وَخَرَّقُوْهَا، وَكَانُوْا فِيْ سَعَةٍ مِنْ مَعَايشِهِم، فَقَالُوْا: يَا صَالِحُ! ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا آيَةً نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ، فَدَعَا صَالِحُ رَبَّهُ فَأَخْرَجَ لَهُمْ آيَةً، فَكَانَ شِرْبُهَا يَوْمًا


(١) انظر: "تاريخ الطبري" (١/ ١٣٩)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٥/ ١٥١٢)، و"تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>