للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَشِرْبُهُمْ يَوْمًا مَعْلُوْمًا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا خَلَّوا عَنْهَا وَعَنِ الْمَاءِ، وَحَلَبُوْهَا لَبَناً مَلؤوا مِنْهُ كُل إِنَاءِ وَوِعَاءٍ وَسَقَاءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهِم صَرَفُوْهَا عَنِ الْمَاءِ فَلَمْ تَشْرَبْ مِنْهُ شَيْئاً، فَمَلَؤوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسَقَاءٍ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى صَالِحٍ: إِنَّ قَوْمَكَ سَيَعْقِرُوْنَ ناَقَتَكَ، فَقَالَ لهُمْ، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ.

فَقَالَ: إِنْ لا تَعْقِرُوْهَا أَنتُمْ يُوْشِكُ أَنْ يُوْلَدَ فِيْكُمْ مَوْلُوْدٌ يَعْقِرُهَا.

قَالُوْا: فَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ الْمَوْلُوْدِ؟ فَوَاللهِ لا نَجِدُهُ إِلاَّ قتلْنَاهُ.

قَالَ: فَإِنَّهُ غُلامٌ أَشْقَرُ، أَزْرَقُ، أَصْهَبُ، أَحْمَرُ.

وَكَانَ فِيْ المَدِيْنَةِ شَيْخَانِ عَزِيْزَانِ مَنِيْعَانِ لأَحَدِهِمَا ابْنٌ يَرْغَبُ بِهِ عَنِ النَّاكِحِ، وَلِلآخِرِ ابْنَةٌ لا يَجِدُ لَهَا كُفُؤًا، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا مَجْلِسٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُزَوِّجَ ابْنَكَ؟

فَقَالَ: لا أَجِدُ لَهُ كُفُؤًا.

قَالَ: فَإِنَّ ابْنَتِيَ كُفُؤٌ لَهُ، فَأَنَا أُزَوِّجُكَ.

فَزَوَّجَهُ، فَوَلَدُ بَيْنَهُمَا ذَلِكَ الْمَوْلُوْدُ، وَكَانَ فِيْ المَدِيْنَةِ ثَمَانِيَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُوْنَ فِيْ الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُوْنَ، فَلَمَّا قَالَ لهُمْ صَالِحٍ: إِنَّمَا يَعْقِرُهَا مَوْلُوْدٌ فِيْكُمْ اخْتَارُوْا ثَمَانِي نِسْوَةٍ قَوَابِلَ مِنَ القَرْيَةِ، وَجَعَلُوْا مَعَهُنَّ شُرَطًا، كَانُوْا يَطُوْفُوْنَ فِيْ الْقَرْيَةِ، فَإِذَا وَجَدُوْا الْمَرْأةَ تَمخضُ نَظَرُوا إِلَى وَلَدِهَا؛ إِنْ كَانَ غُلامًا قَلَبْنَهُ فَنَظَرُوْا مَا هُوَ، وَإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً أَعْرَضْنَ عَنْهَا، فَلَمَّا وَجَدُوْا ذَلِكَ الْمَوْلُوْدَ صَرَخَ النّسْوَةُ: هَذَا الَّذِيْ يُرِيْدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>