رَسُوْلُ اللهِ صَالِحٍ، فَأَرَادَ الشُّرَطَ أَنْ يَأْخُذُوْهُ، فَحَالَ جَدَّاهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَقَالا: لَوْ أَنَّ صَالِحًا أَرَادَ هَذَا قَتَلْنَاهُ.
فَكَانَ شَرَّ مَوْلُوْدٍ، وَكَانَ يَشُبُّ فِيْ الْيَوْمِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِيْ جُمْعَةٍ، ويَشُبُّ فِي جُمُعَةٍ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الشَّهْرِ، وَيَشُبُّ فِيْ الشَّهْرِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي السَّنَةِ، فَاجْتَمَعَ الثَّمَانِيَةُ الَّذِيْنَ يُفْسِدُوْنَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُوْنَ، فَقَالُوْا: اسْتَعْمِلُوْهُ عَلَيْنَا لِمَنْزِلَتِهِ وَشَرَفِ جَدَّيْهِ، فَكَانُوْا تِسْعَةً، وَكَانَ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ لا يَنَامُ مَعَهُمْ فِيْ الْقَرْيَةِ، كَانَ يَبِيْتُ فِي مَسْجِدِهِ، فَإِذَا أَصْبَحَ أتاهُمْ، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، وَإِذَا أَمْسَى خَرَجَ إِلَى مَسْجِدِه فَبَاتَ فِيْهِ.
قَالَ: وَأَرَادُوْا أَنْ يَمْكُرُوا بِصَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَمَشَوْا عَلَى شُرفِ طَرِيْقِ صَالِحٍ، فَاخْتَبَأَ فِيْهِ ثَمَانِيَةٌ، وَقَالُوْا: إِذَا خَرَجَ عَلَيْنَا قَتَلْنَاهُ، وَأتيْنَا أَهْلَهُ فَبَيَّتْنَاهُمْ.
فَأَمَرَ اللهُ تَعَالَى الأَرْضَ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِمْ، فَاجْتَمَعُوْا وَمَشَوُا إِلَى النَّاقَةِ وَهِيَ عَلَى حَوْضِهَا قَائِمَةٌ، فَقَالَ الشَّقِيُّ لأَحَدِهِمْ: ائْتِهَا فَاعْقِرْهَا، فَأَتَاهَا، فَتَعَاظَمَهُ ذَلِكَ، فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ، فَبَعَثَ آخَرَ فَأَعْظَمَهُ ذَلِكَ، فَبَعَثَ فَجَعَلَ لا يَبْعَثُ رَجُلاً إِلاَّ تَعَاظَمَهُ أَمْرُهَا حَتَّى مَشَى إِلَيْهَا، وَتَطَاوَلَ فَضَرَبَ عُرْقُوْبَهَا، فَوَقَعَتْ، فَرَكَضَ فَرَأَى رَجُلٌ مِنْهُمْ صَالِحًا، فَقَالَ: أَدْرِكِ النَّاقَةَ فَقَدْ عُقِرَتْ، فَأَقْبَلَ وَخَرَجُوْا يَتَلَقَّوْنَهُ ويَعْتَذِرُوْنَ: يَا نبَيَّ اللهِ! إِنَّمَا عَقَرَهَا فُلانُ، إِنَّهُ لا ذَنْبَ لَنَا.
قَالَ: فَانْظُرُوْا هَلْ تَدْرُكُوْنَ فَصِيْلَهَا؟ فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوْهُ فَعَسَى اللهُ أَنْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute