للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هنا قال - صلى الله عليه وسلم -: "تَوَاضَعُوا لِمَن تَعْلَّمُوْنَ مِنْهُ، وَتَوَاضَعُوْا لِمَن تُعَلّمُوْنَ، وَلا تَكُوْنُوا جَبَابِرَةَ الْعُلَمَاءِ". أخرجه الخطيب في "الجامع" (١).

وقال عمر رضي الله تعالى عنه: لا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يفي علمكم بجهلكم (٢).

قال حجة الإسلام رحمه الله تعالى في "الإحياء": ما أعز على بسيط الأرض عالما يستحق أن يقال: إنه عالم، ثم إنه لا يحركه عز العلم وخيلاؤه، فإن وجد ذلك فهو صديق زمانه، فلا ينبغي أن يفارق، بل يكون النظر إليه عبادة، فضلاً عن الاستفادة من أنفاسه وأحواله.

قال: ولو عرفنا ذلك - ولو في أقصى الصين - لسعينا إليه رجاء أن تشملنا بركته، وتسري إلينا سيرته وسجيته، وهيهات، فأنى يسمح آخر الزمان بمثلهم، بل يَعِزُّ في زماننا عالم يختلج في نفسه الأسف والحزن على فوات هذه الخصلة، فذلك أيضًا إما معدوم وإما عزيز، ولولا بشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ مَنْ تَمَسَّكَ بِعُشْرِ


(١) رواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١/ ٣٥٠) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. قال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ " (١/ ٤١٦): فيه عباد بن كثير، متروك.
(٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٢٠)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٧٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>