للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحصل التشبه بالجبارين بكل فعل أو قول يشعر برؤية النفس، ورؤية ما لها دون ما عليها، والإعجاب برأيها وحالها كالتبختر، ورفع الصدر، والمرح في المشي، وتصعير الخد للناس، والتقدم عليهم في المجالس، والطعن عليهم بما في طيه تبرئة النفس منه، وكالتحجب والتمتع بالخُدَّام والأعوان، وغير ذلك.

قال ابن وهب: جلست إلى عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، فمس فخذي فخذه، فنحيت بسرعة، فأخذ ثيابي فجرني إلى نفسه، وقال لي: لم تفعلون بي ما تفعلون بالجبابرة، وإني لا أعرف رجلاً منكم شراً مني. نقله في "الإحياء" (١).

وروى أبو نعيم في "الحلية" عن ميمون بن مهران رحمه الله تعالى قال: أول من مشت الرجال معه وهو راكب: الأشعث بن قيس الكندي، ولقد أدركت السلف وهم إذا نظروا إلى رجل راكب ورجل تحصر معه قالوا: قاتله الله؛ جبارٌ (٢).

وعن سليمان بن عنز: أنه لقي كريب بن أبرهة راكباً وراءه غلام له، فقال: سمعت أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه يقول: لا يزال العبد يزداد من الله بعداً كما مُشي خلفه (٣).

وعن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال: أمَ والله لئن تدقدقت


(١) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٣/ ٣٥٤).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٨٦).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>