للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ينظر أعلى شاهق في القرية فيلقى منه منكسًا، ثم يتبع بالحجارة (١).

وبه قال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه (٢).

ومهما أطلق عمل قوم لوط فالمراد به ذلك، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَلْعُوْنٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ" - ثلاثًا -. رواه الإمام أحمد، وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وصححه ابن حبان (٣).

ولا ينبغي أن يراد به سائر أعمالهم الآتية؛ لأن منها ما هو حرام في شريعتنا.

ولم يسبق قوم لوط إلى هذه الفعلة أحد بنص القرآن العظيم.

وقال عمرو بن دينار رحمه الله تعالى: ما نزا ذكر على ذكر في الدنيا حتى كان قوم لوط. أخرجه ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا، والبيهقي، وغيرهم (٤).

وهذا يدل على أنهم سبقوا البهائم التي سيأتي عنها أنها تعمل


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٨٣٣٧).
(٢) انظر: "المبسوط" للسرخسي (٩/ ٧٩)، و"حاشية ابن عابدين" (٤/ ٢٧).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣١٧)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٤١٧)، وكذا الترمذي (١٤٥٦).
(٤) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٤٠٠)، وكذا الدارمي في "السنن" (١١٣٩)، والطبري في "التفسير" (٨/ ٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>