ولقائل أن يقول: إنما سبقوا إليها غيرهم من الناس أو من الثقلين كما يدل عليه قوله تعالى: {مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٨٠)} [الأعراف: ٨٠] لأن أحداً مخصوص بالعقلاء، وكذلك العالمون.
وذلك من البهائم وإن كان غير المعهود منها إنما يتعجب منه، ولا يطلب فيه الإنكار على سبيل التعييرة؛ لأنها غير مكلفة.
وذهب بعض الملاحدة إلى أن قوم لوط سُبقوا إلى ذلك - أي: من البشر - وهو ضلال ومصادمة للقرآن العظيم.
ولا يقال: إن إبليس سبقهم إلى ذلك حين دعاهم إلى نفسه كما نقلناه عن الكلبي، بل نقول: إن الذي في القرآن أنهم لم يسبقوا إلى ذلك من حيث الفاعلية لا من حيث المفعولية، فهم أول من فعل ذلك، وإبليس أول من فعل به ذلك، وأول ما فعلوا ذلك هم بإبليس لعنه الله وإياهم.
وأمَّا ما رواه أبو أحمد العسكري في كتاب "المواعظ والزواجر" عن خالد بن يزيد قال: سئل وهب بن منبه عن قوله - عز وجل -: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}[الكهف: ٩٤]: ما فسادهم؟