للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: ٢٩]؛ قالت: الضراط (١).

وروى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم: أنه سئل عن المنكر في الآية؛ قال: كانوا يتضارطون في مجالسهم، يضرط بعضهم على بعض (٢).

ويحتمل التضارط في كلامه حقيقة الضراط.

ويحتمل أنه أراد الإضراط بالفم؛ كان يفعله بعضهم بحضور الآخرين، وهذا يفعله في هذه الأزمان كثير من المساخر والمضحكين.

وذكر شيخ الإسلام والدي في تفسير المنكر زيادة على ما تقدم: الفساء؛ أي: في المجالس، وكشف العورة، وتشبيك الأصابع، واللعب بالنرد، ولباس المصبغات، وتشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال - أي: في الأفعال والهيئات - والتشاتم، والمُكس.

وقال الطرشوشي في "سراج الملوك": روي أن قوم لوط كانت فيهم عشر خصال فأهلكهم الله تعالى بها: كانوا يتغوطون في الطرقات، وتحت الأشجار المثمرة، وفي المياه الجارية، وفي شطوط الأنهار، وكانوا يخذفون الناس بالحصا فيعورونهم، وإذا اجتمعوا في المجلس


(١) رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ١٩٦)، والطبري في "التفسير" (٢٠/ ١٤٥)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٣٠٥٤).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ٤٦١)، وروى ابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٣٠٥٥) نحوه عن القاسم بن محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>