للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظهروا المنكر بإخراج الريح منهم، واللطم على رقابهم، وكانوا يرفعون ثيابهم قبل أن يتغوطوا؛ أي: قبل وصولهم إلى الغائط، ويأتون بالطامة الكبرى؛ وهي اللوطية، ويلعبون بالحمام، ويرمون بالجلاهق، وضرب الدفوف، وقص اللحية، وتطويل الشارب، والتصفق، ولبس الحمرة، انتهى (١).

وقوله: واللطم على رقابهم يحتمل أنه كان يفعله الواحد منهم فيصك نفسه بنفسه ليضحك غيره، أو كان يصفعه غيره فيرضى، ويثبت لذلك ليضحك الحاضرين.

وكلاهما مذموم يفعله الآن مساخر الناس ومضحكوهم، ولا ينكره منكر منهم.

وقد اشتمل ما ذكرناه هنا عن قوم لوط على نحو أربعين خصلة؛ منها ما هو محرم في شريعتنا، ومنها ما هو مكروه أو خلاف الأولى، وليس منها ما هو مندوب إليه إلا ما كان من العمامة كما وقع في أثر مكحول؛ فإنها سيما المسلمين كما علمت.

وما وقع من ذكر العمامة في كلامه مطلقاً محمول على تكبير العمامة زيادة عن العادة، أو تلطيفها وتزيينها، والتأنق في لفها وتكويرها، أو تعويجها، أو الميل بها إلى زي النساء كما يفعله كثير ممن لا خَلاق لهم؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


(١) انظر: "سراج الملوك" للطرطوشي (ص: ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>