وقال تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}[إبراهيم: ٤٢].
قال ميمون بن مهران رحمه الله تعالى: كفى بهذه الآية وعيداً للظالم وتسلية للمظلوم.
وفي رواية: هي تعزية للمظلوم، ووعيد للظالم. أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(١).
وإنما قال الله تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}[إبراهيم: ٤٢] لأن الناس يرون الظالم يتمادى في ظلمه وغشمه، وهو على أمنه وصحته، ونعمته وسعته، فربما ظن سخفاء العقول ضعفاء النفوس أن أمره خفي عن الله تعالى، فعرفهم أنه أعلم بالظالم وبظلمه منهم، إلا أن له مدة يستوفيها ثم يأخذه الله تعالى ويعاقبه؛ إن لم تكن عقوبته في الدنيا، وإلا فالآخرة وراء كل ظالم، ولذلك قال تعالى:{إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}[إبراهيم: ٤٢].
وفي هذا اليوم يظهر وبال كل ظلم على أنه بصدد العقوبة تصدر في كل وقت.
وفي "شعب الإيمان": عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال:
(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٣/ ٢٣٦)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٢/ ١٣٣).