للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان في بني إسرائيل رجل عقيم لا يولد له، وكان يخرج، فإذا لقي غلاماً من غلمان بني إسرائيل عليه حلي يخدعه حتى يدخله داره، فيقتله ويلقيه في مطمورة له، فبينا هو كذلك إذ لقي غلامين أخوين عليهما حلي لهما، فأدخلهما فقتلهما، وكانت له امرأة مسلمة تنهاه عن ذلك، فتقول له: إني أحذرك النقمة من الله - عز وجل -.

وكان يقول: لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا.

فتقول: إن صاعك لم يمتلئ بعد، ولو قد امتلأ صاعك أخذت.

فلما قتل الغلامين الأخوين خرج أبوهما يطلبهما، فلم يجد أحداً يخبره عنهما، فأتى نبياً من أنبياء بني إسرائيل، فذكر ذلك له، فقال له النبي: هل كانت لهما لعبة يلعبان بها؟

قال: نعم، كان لهما جرو.

فأتى بالجرو، فوضع النبي خاتمه بين عينيه، ثم خلَّى سبيله، فقال: أول دار يدخلها فيها تبيان.

فأقبل الجرو يتخلل الدور به حتى دخل داراً، فدخلوا خلفه، فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قتله، فطرحهم في المطمورة، فانطلقوا به إلى النبي، فأمر به أن يصلب، فلما رفع على خشبة أتته امرأته فقالت: يا فلان! قد كنت أحذرك هذا اليوم، وأخبرك أن الله تعالى غير تاركك، وأنت تقول: لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا، فأخبرك أن صاعك بعد لم يمتلئ؛ ألا وإن هذا قد امتلأ صاعك (١).


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>