فقالت: إلهي، وإله أبيك، وإله السموات والأرض واحدٌ لا شريك له.
فقامت ودخلت على أبيها وهي تبكي، فقال: وما يبكيك؟
قالت: الماشطة امرأة خازنك تزعم أنَّ إلهها، وإلهك، وإله السموات والأرض واحدٌ لا شريك له.
فأرسل إليها فسألها عن ذلك، فقالت: صدقت.
فقال لها: ويحك! اكفري به. لهك، وأقري أني إلهك.
فقالت: لا أفعل.
فمدها بين أربعة أوتاد، ثم أرسل إليها الحيات والعقارب، فقال لها: اكفري بالله وإلاَّ عذبتك بهذا العذاب شهرين.
فقالت: والله لو عذبت سبعين شهراً ما كفرت بالله - عز وجل -.
قال: وكان لها ابنتان، فجاء بابنتيها فذبح الكبرى على فيها، وقال لها: اكفري بالله وإلا ذبحت ابنتك الصغرى على فيكِ، وكانت طفلة رضيعة تجد بها وجداً شديداً.
قالت: لو ذبحت ملء الأرض على فيَّ ما كفرت بالله - عز وجل -.
قال: فأتى ببنتها، فلمَّا قدمت منها وأضجعت على صدرها، وأرادوا ذبحها، جزعت المرأة، فأطلق الله لسان ابنتها؛ تكلمت - وهي من الأربعة الذين تكلموا أطفالاً - فقالت: يا أماه! لا تجزعي؛ فين الله قد بنى لك بيتاً في الجنة، اصبري؛ فإنَّكَ تفضين إلى رحمة الله تعالى.