للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: ٤٦].

وهي في قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: وإن كاد مكرهم؛ يعني: بالدال.

قال: فلما رأى أنه لا يطيق شيئاً أخذ في بنيان الصرح، فبنى حتى أسنده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر يزعم إلى إله إبراهيم، فأحدث ولم يكن يحدث، وأخذ الله بنيانه من القواعد (١).

ففي هذا الأثر أنَّ نمرود اتخذ الصَّرح قبلُ، وأنَّه هو الذي سخر النُّسور لما أراد.

وعن علي رضي الله تعالى عنه: أنَّه إنما سخر نسرين فقط. رواه ابن جرير (٢).

وروى ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد: أن بخت نصر جوَّع نسوراً، ثم جعل عليهن تابوتاً، ثم دخله، وجعل رماحاً في أطرافه واللحم فوقها، فقلَّت، فذهبت نحو اللحم حتى انقطع بصره من الأرض وأهلها، فنودي: أيها الطاغية! أين تريد؟

فَفَرَق، ثم سمع الصوت فوقه، فصوَّب الرماح، فتصوبت النسور، ففزعت الجبال من هدتها، وكادت الجبال أن تزول من حس ذلك، فذلك قوله: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: ٤٦] (٣)


(١) رواه الطبري في "التاريخ" (١/ ١٧٣).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (١٣/ ٢٤٤).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (١٣/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>