للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا قرأها مجاهد؛ أي: بالدال كما سبق عن ابن مسعود، وهي قراءة عمرَ بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب، وأبى بن كعب كما أخرج ذلك ابن الأنباري، وابنِ عباس كما أخرجه أبو عبيد، وابن المنذر.

ورويا قراءة عمر رضي الله تعالى عنه أيضاً (١).

وروى ابن جرير عن مجاهد أنه قرأها: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ} بالنون {لَتزول} بفتح اللام، وبالرفع كما قرأها الكسائي (٢).

وقيل: إن على القراءة المشهورة نافية، واللام مؤكدة لها كقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: ٣٣].

ولا معارضة بين قول مجاهد: إن صاحب النسور بخت نصر، وقول السدي: إنه نمرود، ورواه ابن جرير عن علي - رضي الله عنه -، بل هما محمولان على أن نمرود فعل أولاً، ثم تابعه عليه بخت نصر، أو تواردا عليه وتوافقا كما توارد نمرود وفرعون على بناء الصرح، أو تبعه فرعون.

وهؤلاء الثلاثة رؤوس الملوك الجبابرة، وقد علمت ما فعلوه، ثم ما صاروا إليه من الهلاك.

ثم إنَّ الجبابرة والظالمين بعدهم يوم القيامة وبالهم عظيم، ولا يبعد أن يزاد فيه على عذاب هؤلاء الثلاثة لأنهم علموا ما نزل بهم


(١) انظر: "فضائل القرآن" لأبي عبيد (٢/ ٨٠ - ٨٢)، و "حجة القراءات" لابن زنجلة (ص: ٣٧٩).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (١٣/ ٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>