للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصر قرب بابل، انتهى (١).

وهذا يدل على أنَّ بخت نصر تابع نمرود وفرعون على بناء الصرح، إلَّا أنه قد يقال: إنَّ صرحه إنَّما كان قصراً يسكنه؛ فإنه لم يثبت أنه ادَّعى الألوهية.

لكن روى ابن عساكر عن الحسن رحمه الله تعالى: أنَّه لما قتل بني إسرائيل، وهدم بيت المقدس، وسار بسباياهم إلى أرض بابل، أراد أن يتناول السماء، فطلب حيلة يصعد بها، فسلَّط الله تعالى عليه بعوضة، فدخلت منخره، فوقفت في دماغه، فلم تزل تأكله وهو يضرب رأسه بالحجارة (٢).

فهذا الأثر يدل على أنه وافق نمرود في اتخاذ الصرح لبلوغ السماء، وفي الموت ببعوضة، وهي من أضعف الخلق، وهو كان من أعظم الجبابرة.

وفي حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه مرفوعاً: "إِنَّ اللهَ مَلَّكَ بخت نصَّر سَبْعَمِئَةِ سَنَةٍ، وإنَّهُ حاصَرَ بَني إِسْرائِيْلَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقتلَ مِنْهُمْ سَبْعِيْنَ ألْفاً عَلى دَمِ يَحْيى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَسَلَبَ حُلِيَّ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". أخرجه ابن جرير (٣).


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص: ٢٩٢) (مادة: صرح).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٢٤٢).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (١٥/ ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>