للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج عن ابن زيد: أنه أحرق التوراة حتى لم يترك منها حرفاً، فقتله الله تعالى بخلق من أضعف خلقه عقوبة لكفره وجبروته (١).

والمؤمن ينجو بإيمانه، ولين عريكته، ولِجائِهِ إلى الله تعالى مما هلك فيه الفجار والجبارون.

وقد ذكر الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي في كتاب "الدعاء" عن مطرف بن عبد الله بن مصعب المزني رضي الله تعالى عنه قال: دخلت على المنصور فرأيته مغموماً، فقال: يا مطرف! طرقني من الهم ما لا يكشفه إلا الله تعالى، فهل من دعاء أدعو به عسى يكشفه الله تعالى عني؟

قلت: يا أمير المؤمنين! حدثني محمد بن ثابت عن عمرو بن ثابت البصري قال: دَخَلتْ في أذن رجل من البصرة بعوضة حتى دخلت إلى صماخه، فأنصبته وأسهرته، فقال له رجل من أصحاب الحسن البصري: ادعُ بدعاء العلاء بن الحضرمي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال: وما هو؟

قال: بعث العلاء بن الحضرمي رضي الله تعالى عنه إلى البحرين، فسلكوا مفازة، وعطشوا عطشاً شديداً حتى خافوا الهلاك، فنزل فصلى ركعتين، ثم قال: يا حكيم! يا عليم! يا علي! يا عظيم! اسقنا.

فجاءت سحابة، فأمطرت حتى ملؤوا الآنية وسقوا الركاب.


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٥/ ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>