فنظر البواب إلى رجال من أهل الأدب والمكيدة، فبعثهم جواسيس، فلما فصلوا إذا بخت نصر قد أتى بخرجيه على بغلة، قال: أين تريد؟
قال: معهم.
قال: أفلا آذنتني فأبعثك عليهم.
قال: لا.
ثم لما أتوا بيت المقدس تفرقوا، وسأل بخت نصر عن أفضل أهل البلد، فأتاه، فقال: ألا تخبرني عن أهل بلادك؟
قال: على الخبير سقطت؛ فهم قوم فيهم كتاب لا يقيمونه، وأنبياء لا يطيعونهم، وهم يتفرقون.
فكتب ذلك في ورقة ألقاها في خرجه، ثم رحل مع قومه، فرجعوا إلى الفرخان، فجعل يسأل الرجل منهم فيقول: أتينا بلاد كذا ولها حصن كذا.
قال: يا بخت نصر! ما تقول؟
قال: قدمنا أرضاً على قوم لهم كتاب لا يقيمونه، وأنبياء لا يطيعونهم، وهم متفرقون.
فأمن الفرخان، فبعث إليهم بسبعين ألفًا، وأمَّر بخت نصر عليهم، فساروا حتى علوا في الأرض أدركهم البريد أن الفرخان قد مات ولم يستخلف أحداً، فقال بخت نصر لمن معه: مكانَكم، ثم أقبل على