للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لا أُكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذا أذلهم الله، ولا أُدْنيهم إذ أقصاهم الله (١).

أشار عمر رضي الله تعالى عنه إلى أن الرجل الشريف الكبير إذا استعان بالذمي بكتابته أو غيرها فإن انتسابه إليه بسبب ذلك يلجئ الناس إلى إكرامه وإعزازه وتقريبه، وذلك عين توليه.

ولمَّا خالف هذا الأصل أُمراء هذا الزمان فاتخذوا الكتاب والعمال يهود أو نصارى، لزم منه خدمة المسلمين لهم بالإكرام ودفع الأموال وغير ذلك، وفي ذلك إذلال المسلمين.

وإذا كان هذا حال توليهم فكيف التشبه بهم الناشئ عن استحسان ما هم عليه؟

وكيف يوالون أو تُرضى أعمالهم وقد لعنهم الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- كما روى الإمام أحمد عن أسامة بن زيد، والشيخان، والنسائي عن عائشة، وابن عباس معاً، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم: أَنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَعَنَ اللهُ اليَهُوْدَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوْا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" (٢).


(١) وروى نحوه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٤/ ١١٥٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٢٠٤).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٠٣) عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه -.
والبخاري (٤٢٥)، ومسلم (٥٣١)، والنسائي (٧٠٣) عن عائشة، وابن عباس -رضي الله عنهما-.
ومسلم (٥٣٠)، وكذا البخاري (٤٢٦) عن أبي هريرة -رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>