للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى الدارمي عن معاذ رضي الله تعالى عنه أنه قال: سيبلى القرآن في قلوب قوم كما يبلى الثوب فيتهافت، يقرؤونه لا يجدون له شهوة ولا لذة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف، إن قصروا قالوا: سنبلغ، وإن أساؤوا قالوا: سيغفر لنا؛ لا نشرك بالله شيئاً (١).

وروى أبو الشيخ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال في الآية: هم أقوام يقبلون على الدنيا فيأكلونها، ويتبعون رُخَصِ القرآن ويقولون: سيغفر لنا، لا يعرض لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه، ويقولون: سيغفر لنا (٢).

وأشار معاذ، وابن عباس إلى أن ذلك يقع في هذه الأمة كما وقع في أهل الكتابين، لا أن ذلك لم يكن فيهم، بل هم سلف هذه الأمة فيه، وهم كانوا في أنفسهم خلف سوء.

قال مجاهد رحمه الله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} [الأعراف: ١٦٩] هم النصارى، ويأخذون ما أشرفَ لهم من شيء من الدنيا حلالاً أو حراماً، ويتمنون المغفرة. أخرجه ابن أبي شيبة، والمفسرون (٣).

وروى البيهقي في "الشعب" عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى


(١) رواه الدارمي في "السنن" (٣٣٤٦).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٥٩٣).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (٩/ ١٠٥ - ١٠٦)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ١٦٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>