للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الآية قال: كانوا يعملون بالذنوب، ويقولون: سيغفر لنا (١).

وروى ابن أبي حاتم عن عطاء في الآية قال: يأخذون ما عرض لهم من الدنيا، ويقولون: نستغفر الله ونتوب إليه؛ أي: فيغفر لنا (٢).

وروى أبو الشيخ عن السدي رحمه الله تعالى قال: كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضياً إلا ارتشى في الحكم، فإذا قيل له قال: سيغفر لي (٣).

وهذا حال قضاة هذا الزمان ومن والاهم كما قال الشيخ جلال الدين السيوطي، ورويناه عن والدي عنه رحمهما الله مقتبساً: [من الخفيف]

قَدْ بُلِينا فِي عَصْرِنا بِقُضاةٍ ... يَظْلِمُونَ الأَنامَ ظُلْماً عَمَّا

يَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمَّا ... ويُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (٤)

ومهما عرضت لهم بالنصيحة والنهي عن الرشوة احتجوا عليك بأن الله غفور رحيم، ورحمته واسعة مع الإصرار على ما هم عليه، وعدم التوبة إلا دعوى بألسنتهم ليست من التوبة في شيء؛ لأن من شرط التوبة أو من أركانها رد المظالم إلى أهلها، وكيف لهم وأنى


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٥٨).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ١٦٠٨).
(٣) ورواه الطبري في "التفسير" (٩/ ١٠٦).
(٤) انظر: "إتمام الدراية لقراء النقاية" للسيوطي (ص: ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>