للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه هذه الأوقات إذا لم يلعب به الهوى، فتكون مصروفة في الجمع والتأليف، والترتيب والتصنيف إن وفقه الله تعالى لذلك.

وأيضاً فإن الخمر مضرة بالعقول، والتصنيف يحتاج إلى عقل رصين، وقد سلمت علماء هذه الأمة إلا من ضربه الله تعالى بسوط الخذلان حتى مده في الغي الشيطان؛ نسأل الله العافية فيما بقي، ونحمده عليها فيما مضى.

وكتابة العلم وتصنيفه في الكتب مما عليه إجماع الأمة، وهو من أعظم أدلة الدين، وفي الكتاب والسنة ما يؤيد هذا الإجماع الرصين.

قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤)} [الأحقاف: ٤].

روى الإمام أحمد -ورجاله رجال الصحيح- والطبراني في "الكبير" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: ٤] قال: "الْخَطُّ" (١).

وروى الطبراني في "الأوسط"، ولفظه: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه سئل عن الخط فقال: "هُوَ أثَارةٌ مِنْ عِلْمٍ" (٢).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٢٢٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٧٢٥). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٠٥): رجال أحمد رجال الصحيح.
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>