للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن أبي المليح رحمه الله تعالى قال: ذكر ميمون القاص فقال: لا يخطئ القاص ثلاثًا: إما أن يُسَمِّن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يعجب بنفسه، وإما أن يأمر بما لا يفعل؛ قال: فلهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "القاصُّ يَنْتَظِرُ المَقْتَ" (١).

ولهذا توقف عمر رضي الله تعالى عنه في الإذن لتميم الداري رضي الله تعالى عنه حين استأذنه في القصص، ثمَّ أذن له.

فروى الطبراني بسند جيد، عن عمرو بن دينار: أن تميمًا الداري رضي الله تعالى عنه استأذن عمر في القصص، فأبى أن يأذن له، ثمَّ استأذنه فأبى أن يأذن له، ثمَّ استأذنه فقال: إن شئت -وأشار بيده؛ يعني: الذبح- (٢).

وروى الإمام أحمد بسند صحيح، عن الحارث بن معاوية الكندي: أنَّه ركب إلى عمر رضي الله تعالى عنه، فسأله عن القصص، فقال له: ما شئت -كأنه كره أن يمنعه-.

قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك.

قال: أخشى عليك أن تقص، ثمَّ ترتفع في نفسك، ثمَّ تقص فترتفع في نفسك حتى يُخَيَّل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله تحت


(١) انظر: "تحذير الخواص من أحاديث القصاص" للسيوطي (ص: ٢٠٢).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٤٩). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٩٠): رجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>