للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: هلكت وأهلكت (١).

وروى الطَّبراني نحو ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (٢).

وسبق قول أبي إدريس الخولاني: لأنَّ أرى في ناحية المسجد نارًا تقد أحب إليَّ من أن أرى فيها رجلًا يقص ليس بفقيه.

الرابع: أن لا يخلو مجلسه من الفقه وبيان الأحكام الشرعية لأنَّ العامة أكثر ما يعتبرون قول من هذا منصبه.

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد عن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: دخلت المسجد فإذا حميد بن عبد الرَّحمن يذكر العلم، وإذا بسعيد بن عبد الرَّحمن يقص في ناحية، فقلت: إلى أيهما أجلس؟

قال: فلم أقعد إلى واحد منهما، ووضعت رأسي إلى سارية، فنمت، فأتاني آتٍ في المنام فقال لي: أمثلت بينهما؟ لئن شئت لنرينَّك مقعد جبريل عليه السَّلام من حميد بن عبد الرَّحمن؛ يعني: الحميري (٣).

وروى الخطيب عن يزيد الرَّقاشي، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَومٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ غُدْوَةٍ إلَى طُلُوعِ


(١) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٥٤٠٧)، وكذا أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (ص: ٣).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٦٠٣).
(٣) انظر: "تحذير الخواص من أكاذيب القصاص" للسيوطي (ص: ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>