للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو نعيم في "الحلية" -وسنده ضعيف- عن جابر رضي الله تعالى عنه، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "لا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ إِلَّا عَالِمًا يَدْعُوْكُمْ مِنْ خَمْسٍ إلَى خَمْسٍ، مِنَ الشَّكِ إلَى اليَقِيْنِ، وَمِنْ الرِّيَاءِ إلَى الإِخْلاصِ، وَمِنَ الرَّغْبَةِ إلَى الزُّهْدِ، وَمِنَ الكِبْرِ إلَى التَّواضُعِ، وَمِنَ العَداوَةِ إلَى النَّصِيْحَةِ" (١).

الخامس: أن يحسن اعتقاده فيمن يجلس إليه بعد أن يجتهد في الاصطفاء والاختيار، ولا يبحث عن عيوبه؛ فإن ذلك يحرمه الانتفاع به، وما ظهر له مما يخالف اعتقاده فيه تأوله بما يوافق الشرع ما أمكنه، وإلا سكت عنه، ولا يشتغل بغيبته لأنَّ هذا أمر مهلك، ثمَّ ينتفع بحكمته ويعرض عن زلته.

السادس: أن يجلس إذا حضر المذكر مستقبلًا وجهه، وإن أمكنه استقبال وجهه واستقبال القبلة فعل، وهو أحسن.

وقد روى عبد الرزاق عن معمر، عن الأزرق بن قيس قال: كنت جالسًا عند ابن عمر رضي الله تعالى عنهما والنَّاس يسألونه، وعبيد بن عمير يقص، فقال ابن عمر: خلوا بيننا وبين مذكرنا (٢).


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٧٢)، وكذا الديلمي في "مسند الفردوس" (٧٤٤٩). وقال أبو نعيم: وهذا الحديث كلام كان شقيق كثيرًا ما يعظ به أصحابه والناس، فوهم فيه الرواة فرفعوه وأسندوه.
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٥٣٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>