وهذه الآية سبب سكنى أبي ذر رضي الله تعالى عنه بالربذة بإشارة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، وهي إحدى ما انتقده الخارجون على عثمان رضي الله تعالى عنه.
والذي في "صحيح البخاري" عن زيد بن وهب قال: مررت بالرَّبذة فإذا أنا بأبي ذر - رضي الله عنه -، فقلت له: ما أنزلك هذا المنزل؟
قال: كنت بالشّام فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، فقال معاوية رضي الله تعالى عنه: نزلت في أهل الكتاب.
فقلت: نزلت فينا وفيهم.
وكان بيني وبينه في ذلك، فكتب إلى عثمان رضي الله تعالى عنه يشكوني، فكتب إليَّ عثمان رضي الله تعالى عنه أن اقدم المدينة، فقدمتها، فكثر عليَّ النَّاس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان رضي الله تعالى عنه، فقال لي: إن شئت تنحَّيت وكنت قريبًا، فذلك أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّروا عليَّ حبشيًا لسمعت وأطعت (١).
وليس في بني إسرائيل ولا غيرهم من تظاهر بمنع الزكاة بأبلغ مما تظاهر به قارون.