للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ويروحون فيطعمهم الطَّعام، ويتحدثون عنده (١).

وفي حديث سلمان رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: "كانَتْ دارُ قارُونَ مِنْ فِضَّةٍ وَأَساسُها مِنْ ذَهَبٍ" (٢).

والأساس -بفتح الهمزة-: أصل البناء، ومثله الأس مثلثًا، والأَسَسُ -بفتحتين- ويجوز أن يكون بكسر الهمزة، ولعله أقرب إلى الرواية: جمع أس.

وجمع الأساس أُسَس -بضم فَفَتْح- وأساسات، وجمعه المتحرك: آساس كأسباب.

والمراد بالأساس في الحديث: أصول البناء الظَّاهرة لا المطمورة في الأرض، وإنما كانت ذهبًا والأعالي فضَّة ليقرب الذَّهب من الساكن في البناء بخلاف ما لو عكس.

قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}. القائل له: موسى، أو المؤمنون من قومه: {لَا تَفْرَحْ}؛ أي: بما أوتيته من الدنيا وإن كثر؛ لأنَّ الفرح به نتيجة حبه والرضى به، وهو مانع من محبة الله تعالى التي هي شرط الإيمان به {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: ٧٦]؛ تعليل لنهيهم إياه عن الفرح بالدُّنيا.


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٣٠١٩)، وكذا الطبري في "التاريخ" (١/ ٢٦٥).
(٢) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤٣٧) إلى ابن مردويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>