للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطغيان بالنعمة، وكراهة الشيء من غير أن يستحق الكراهة؛ فعل الكل كفرح.

وبطر الحق أن يتكبر عنده فلا يلحقه؛ قاله في "القاموس" (١).

واستقرب الوالد تفسير الفرح في الآية بالبطر، وأنشد قول بعض العرب:

لَسْتُ بِفَرَّاحٍ إِذا الدَّهْرُ بَسَر

فإنه يدل على أن الفرح قد يراد به ما هو فوق السرور؛ فإن مطلق السُّرور بالشيء لا يستحق عليه الإنسان أن يذم ولا يمتدح فيه.

قال تعالى حكايته عن القائلين لقارون: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ} [القصص: ٧٧]؛ أي: اطلب فيما أعطاك الله من الدُّنيا ما ينفعك في الدار الآخرة لتكون عبدًا صالحًا، ويكون مالك صالحًا.

وفي الحديث: "نِعْمَ الْمالُ الصَّالحُ لِلْعَبْدِ الصَّالِح" (٢).

{وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: ٧٧]؛ أي: ما تتمتع به من الحلال.

وقال مجاهد: {نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}: الذي تثاب عليه في


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ٤٤٩) (مادة: بطر).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ١٩٧)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٢٩٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٣٢١٠) عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>