كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(١١) باب النهي عن التشبه بأهل الكتاب - ١٤٢ - ومن أعمال اليهود والنصارى: التشديد في الدين مطلقا العزم وغيره، والتكلف فيه. - ج: 8 - ص: 87

سمع النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ خَيْرَ دِيْنَكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِيْنِكُمْ أَيْسَرُهُ" (١).

وروى البخاري، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: "الدِّيْنُ يُسْرٌ، وَلَنْ يُغالِبَ أَحَدٌ الدِّيْنَ إِلَّا غَلَبَهُ، سَدِّدُوا وَقارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، واسْتَعِيْنُوا بِالْغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ مِنَ الدّلْجَةِ" (٢).

وروى البيهقي في "الشعب" عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّما هَلَكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ بِتَشْدِيْدِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَسَتَجِدُوْنَ بَقاياهُمْ في الصَّوامِعِ والدِّياراتِ" (٣).

وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: وضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذقني على منكبه لأنظر إلى الحبشة حتى كنت التي مللت وانصرفت عنهم، قالت: وقال يومئذ: "لتعْلَم يَهُوْدُ أَنَّ في دِيننَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيْفِيَّةٍ سَمْحَةٍ" (٤).

---

(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٣٣٨)، وكذا البخاري في "الأدب المفرد" (٣٤١)، والطيالسي في "مسنده" (١٢٩٦) لكن عن محجن بن الأدرع - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البخاري (٣٩)، والنسائي (٥٠٣٤).
(٣) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦/ ١١٦)، وكذا البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٩٧)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٣٠٧٨).
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٦/ ١١٦). وحسن ابن حجر إسناده في "تغليق التعليق" (٢/ ٤٣).