للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال مالك رضي الله تعالى عنه: هي أيام التشريق (١).

وروى مسلم، وأبو داود، والنسائي عن نبُيشة الهذلي -وهو بالتصغير رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أَيَّامُ التَّشْرِيْقِ أَيَّامُ أَكْلِ وَشُرْبٍ" (٢).

فإن قلت: فقد روى التِّرمذي وحسنه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قرأ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: ٣] وعنده يهودي، فقال: لو أنزلت هذه الآية علينا لاتخذنا يومها عيدًا.

قال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيد، في يوم جمعة ويوم عرفة، فسمَّى ابن عباس يوم عرفة عيداً مع أنَّ صومه من السُّنَّة لغير الحاج (٣).

فالجواب أن ظهور ما هو شأن العيد من الفرح والابتهاج والسرور يوم عرفة إنما يتم للحاج، فلذلك كره له صومه، واستحب لغيره صيامه؛ إذ لا يتم له من معنى العيد ما يتم للحاج.

ومن ثمَّ حمل بعض العلماء ما رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:


(١) رواه أبو داود (٢٤١٨).
(٢) رواه مسلم (١١٤١)، وأبو داود (٢٨١٣)، والنسائي (٤٢٣٠).
(٣) رواه الترمذي (٣٠٤٤) وقال: حسن غريب من حديث ابن عباس، وهو صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>