كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(١١) باب النهي عن التشبه بأهل الكتاب - ١٤٩ - ومن أخلاق اليهود والنصارى: ترك الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام مع الاستطاعة. - ج: 8 - ص: 113

الله تَعَالَى يقولُ في كِتابِهِ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: ٩٧] الآية" (١).

وروى الإمام أحمد في كتاب "الإيمان"، وسعيد بن منصور، وأبو يعلى بإسناد قريب، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ لَمْ يَمْنَعْهُ مَرَضٌ حابِسٌ، أُوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ، أَوْ حاجَةٌ ظَاهِرَةٌ، فَلْيَمُتْ عَلَى أَيِّ حالٍ شَاءَ، يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرانِيًّا" (٢).

وروى الإمام أحمد -قال ابن المنذري: وإسناده حسن، واللفظ له- وسعيد بن منصور -وإسناده صحيح كما قال السيوطي-[عن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه -: أنَّه] قال: "مَنْ كانَ ذَا يَسَارٍ فَماتَ وَلَمْ يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إِنْ شاءَ يَهُودِيًّا، وإِنْ شَاءَ نَصْرانِيًّا" (٣).

قال العلماء: هذا الحديث مخرج على التحذير والتخويف من ترك الحج مع القدرة.

---

(١) رواه الترمذي (٨١٢) وضعفه، وابن عديّ في "الكامل" (٧/ ١٢٠).
(٢) رواه أبو يعلى في "المعجم" (٢٣١)، وكذا الدارمي في "السنن" (٢/ ٤٥)، والبيهقيُّ في "السنن الكبرى" (٤/ ٣٣٤) وقال: وهذا وإن كان إسناده غير قوي فله شاهد من قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
(٣) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٤٤٥٥)، والبيهقيُّ في "السنن الكبرى" (٤/ ٣٣٤)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٢٧٥).