للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين ابن جريج والنبي - صلى الله عليه وسلم -.

وروي هذا الحديث من طرق أخرى كلها واهية، وأكثرها منقطع (١).

وفي "سنن أبي داود" عن المهاجر المكي قال: سئل جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما عن الرجل يرى البيت فيرفع يديه، فقال: ما كنت أرى أحدًا يفعل هذا إلا اليهود، وقد حججنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يكن يفعله (٢).

الثالثة: الوقوف عند رأس الردم، وهو المعروف بالمدعى من صنع إبراهيم عليه السلام.

روى الأئمة الحفاظ: عبد الرزاق، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وآخرون عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: أول ما اتخذ الناس المناطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقًا لتعفي أثرها على سارة، ثمَّ جاء إبراهيم بها وبابنها إسماعيل عليهم السلام وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندها جرابًا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثمَّ قفى إبراهيم منطلقًا، فتبعته أم إسماعيل عليهم السلام، فقالت: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟

فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: الله أمرك بهذا؟


(١) انظر: "معرفة السنن والآثار" للبيهقي (٤/ ٤٨).
(٢) رواه أبو داود (١٨٧٠)، وكذا النسائيُّ (٢٨٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>