للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الحاكم وصححه، وأبو نعيم في "الدلائل" عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- العاقب والسيد، فدعاهما إلى الإِسلام، فقالا: أسلمنا يا محمَّد.

قال: "كَذَبْتُمَا، إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا ما يَمْنَعُكُمَا مِنَ الإِسْلامِ".

قالا: فهات.

قال: "حُبُّ الطِّيْبِ، وَشُرْبُ الْخَمْرِ، وَأَكْلُ لَحْمِ الْخِنْزِيْرِ" (١).

قلت: روى أبو نعيم في "الحلية" عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: أُتي برجل من أفضل أهل زمانه إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحوم الخنازير، فلما أُتي به استعظم الناس مكانه، وهالهم أمره، فقال له صاحب شرطة الملك: ائتني بِجَدْي، فذبحه مما يحل لك أكله، فأعطنيه؛ فإن الملك إذا دعا بلحم الخنزير أتيتك به، فأتى صاحب الشرطة باللحم الذي كان أعطاه لحم الجَدْي، فأمره الملك أن يأكل منه، فأبى، فجعل صاحب الشرطة يغمز إليه، ويأمره بأكله، ويريه أنَّه اللحم الذي دفعه إليه، فأبى أن يأكله، فأمر الملك صاحب الشرطة أن يقتله، فلما ذهب به قال له: ما يمنعك أن تأكل وهو اللحم الذي دفعت إلي؟ أظننت أني أتيتك بغيره؟

قال: قد علمت أنَّه هو، ولكن خفت أن يقتاس الناس به، فكلما


(١) رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٣٣٩)، وكذا الآجري في "الشريعة" (٥/ ٢٢٠١)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>