للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه قال: أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضًا في الباطل (١).

ورواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" بإسناد رجاله ثقات، عن قتادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً (٢).

قال حجة الإِسلام في "الإحياء": وإليه الإشارة بقوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} [المدثر: ٤٥] (٣).

وحقيقة الخوض في الباطل الكلام في المعاصي كحكاية أحوال النساء، ومجالس الخمر، ومقامات الفساق، وتنعم الأغنياء، وتجبر الملوك، ومواسمهم المذمومة، وأحوالهم الكريمة، وذكر محظورات سبق وجودها، وتدبر في التوصل إليها من غير حاجة دينية إلى ذكرها، وذكر ما يتحدث الناس فيه من الوقائع والحوادث المشتملة على ذكر مسلم بسوء كما ذكر مما كان يقال في حق الأمَة المذكورة في الحديث: سرقت، زنت (٤).

وروى الترمذي -وقال: حسن صحيح- وابن ماجه عن بلال بن الحارث رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيتكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ بِهِ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٨٥٤٧)، وكذا ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١٢٨).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: ٧٩).
(٣) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٣/ ١١٦).
(٤) تقدم الحديث قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>