للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن عساكر عن الحسن رحمه الله تعالى: أن ملك بَعْلَبَكَّ الذي كان في زمن إلياس كان على هدى حتى دفع إليهم قوم من عبدة الأوثان زينوا له عبادتها، وكان الذي زين ذلك له امرأته، وكانت قبله تحت ملك جبار من الكنعانيين في طول وجسم وحسن، فمات بعلها المذكور، فاتخذت تمثالًا على صورة بعلها المذكور من ذهب، جعلت له حدقتين من ياقوتتين، وتوَّجته بتاج مكلَّل بالحُّر والجوهر، ثمَّ أقعدته على سرير تدخل عليه، وتدخله وتطيبه، وتسجد له، ثمَّ تخرج عنه، فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذي كان إلياس معه، وكانت فاجرة قهرت زوجها، ووضعت التمثال في بيت، وجعلت له سبعين سادِناً، ودعت الناس إلى عبادته، فهو البعل الذي قال لهم إلياس: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} [الصافات: ١٢٥].

فدعاهم إلياس إلى الله فلم يزدهم ذلك إلا بعدًا، فقال إلياس عليه السلام: اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك، وعبادة غيرك، اللهم فغيِّر ما بهم من نعمة.

فأمسك الله القَطْر عنهم ثلاث سنين (١).

وقد اتفق في هذه الأمة كثير من تولية النساء الملك والحكم كما يؤخذ من كتب التاريخ إلى عصرنا هذا، وليس هذا بصالح من المسلمين، ومن شروط الإمامة والحكم المذكورة كما لا يخفى، إلا أن من العلماء من أجاز قضاء النساء فيما تجوز به شهادتهن.


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٩/ ٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>