للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه اثنتا عشرة عيناً، يشرب كل سبط منهم من عين منها.

وكانوا إذا أصبحوا أنزل الله عليهم المنَّ والسلوى من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فيأخذ كل واحد منهم ما يكفيه ليومه وليلته، وإذا كان يوم الجمعة يأخذ كل واحد منهم ما يكفيه ليومين لأنه كان لا ينزل عليهم يوم السبت، وكان لا يجوِّز لهم أن يدخروا ما يزيد على ذلك، فادخروا فأنتنَ اللحم، وخَنِز (١).

روى الإمام أحمد، والشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْلا بَنُو إِسْرائِيْلَ لَمْ يَخْبُثِ الطَّعامُ، وَلَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا" (٢).

هذا ما كان من اليهود.

وأمَّا النصارى فإنهم لمَّا أنزل الله تعالى المائدة عليهم كانت تنزل عليهم كل يوم، ثمَّ ترتفع بعد أن يكتفوا، وكان عليهم أن لا يخونوا ولا يدخروا، فلم يقوموا بذلك.

روى الترمذي -موقوفًا وصححه، ومرفوعًا وضعفه- عن عمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أُنْزِلَتِ الْمائِدَةُ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَأُمِرُوا أَنْ لا يَدَّخِرُوا لِغَدٍ، وَلا يَخُونُوا، فَخانُوا وادَّخَرُوا،


(١) انظر: "تفسير الطبري" (١/ ٣١٤)، و"تفسير الثعلبي" (٤/ ٤٣).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣١٥)، والبخاري (٣٢١٨)، ومسلم (١٤٧٠) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>