للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والانهماك فيه، ولعل الآية أبلغ ما يتصور في النهي عن الظلم والتهديد عليه، انتهى (١).

قلت: وتأمل في الوعيد المذكور في الآية على الميل إلى من له ظلم ما؛ فإنه توعده بمس النار ناصاً على المس الذي به يتحقق ألم النار، وبأنه لا ولي له ينصره ولو بالشفاعة، وبأنه على تقدير أن يكون له ولي، لا تؤثر ولايته في نصرته، وهذا وجه الأبلغية التي أشار إليها القاضي.

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن زيد بن رفيع قال: نظر داود عليه السلام إلى سجل من نار يهوي بين السماء والأرض؛ قال: يا رب! ما هذا؟

قال: هذه لعنتي أدخلها بيت كل ظَلَّام (٢).

والسجل: الدلو الملأى ماء، وقد تقال على الملأى نارًا كما في الأثر؛ إمَّا على وجه المجاز تهكماً واستهزاء بمن توعدوا بها، أو على وجه الاشتراك.

ومثلها: الذَّنوب.

وفي كتاب الله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} [الذاريات: ٥٩].


(١) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٦٧).
(٢) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>