للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان المال، وحيث كان المال كانت الفتنة. رواه عبد بن حميد (١).

وروى هو عن الحسن في الآية قال: يقول: لو استقاموا على طاعة الله وما أمروا به لأكثر الله لهم من الأموال حتى يفتتنوا بها.

ثم يقول الحسن: والله إن كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لكذلك كانوا سامعين له، مطيعين لله، ففتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر، ففتنوا بها، فوثبوا بإمامهم فقتلوه (٢).

وحقيقة الفتنة في الآية الابتلاء، كما فسرها به ابن عباس فيما رواه ابن جرير (٣).

وحاصله أن العبد قد يستقيم على الطاعة فيوسَّع عليه ابتلاءً وامتحاناً، فإن بقي على استقامته إلى الموت ولم تبطره النعمة والسعة فقد سعد، ولكن إرغاد العيش هو الصفاء الزلال الذي لا يستقيم عليه إلا أقدام الرجال الأبطال؛ فإن الإنسان مجبول على الطغيان بالنعمة إلا من وقى الله وأعان.

ألا ترى إلى قول الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: ٦ - ٧]؟


(١) ورواه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (صى: ٣٠)، والطبري في "التفسير" (٢٩/ ١١٥).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٣٠٥).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (٢٩/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>