للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، إذا استوى الناس في التقوى قدِّم العربي على غيره لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة: ٢ - ٤].

روى سعيد بن منصور، والمفسرون عن مجاهد في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} قال: العرب.

{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قال: العجم (١).

ولحديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ؛ خِيارُهُمْ في الْجاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإِسْلامِ إِذَا فَقُهُوا، والأَرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ؛ مَا تَعارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَناكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ" (٢).

وتأمل ما رواه أبو داود عن عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبي عقبة -وكان مولى من أهل فارس- قال: شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُحُدًا، فضربت رجلًا من المشركين، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي.


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٨/ ٩٤ - ٩٥)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٣٥٥).
(٢) رواه مسلم (٢٦٣٨)، وصدر الحديث عند البخاري (٣٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>