للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥] قال: بلسان قريش (١).

ورواه ابن النجار عن ابن عباس؛ زاد: ولو كان غير عربي ما فهمه (٢).

ولا معارضة بين هذا وبين ما رواه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقيُّ في "الشعب" عن بريدة رضي الله تعالى، عنه في قوله: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} قال: بلسان جرهم (٣)، لما علمت أنَّ إسماعيل تعلم العربية منهم، فلغة قريش هي لغتهم.

ثمَّ العجم في الأصل اسم لِمَن سِوى العرب، فيشمل بني إسرائيل، وبني الأصفر، والروم، والترك، والفرس، والقبط، والحبشة، والزنج، والبربر، وغيرهم.

ثمَّ غلب لفظ العجم في عرف العامة المتأخرين على الفرس، وهم المجوس، وهم المراد في هذا الباب بالأعاجم والعجم؛ وإن كان غالب الأمم المتقدمة المنهي عن التشبه بهم في ما سبق داخلين في لفظ العجم.

فاعلم أن المجوس ليس لهم كتاب ولا شريعة، بل كانوا يعبدون


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٢٨١٨).
(٢) ورواه الرافعي في "أخبار قزوين" (١/ ٢٩٧).
(٣) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٢٨١٨)، والحاكم في "المستدرك" (٣٦٤٢)، والبيهقيُّ في "شعب الإيمان" (١٦٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>