للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النار والكواكب، ولذلك كانوا بأهل الجاهلية أشبه منهم بأهل الكتاب، ومن ثمَّ فرح المشركون حين غلبت فارس الروم كما تقدم.

وسنذكر النهي عن التشبه بأهل الجاهلية عقب هذا الباب لهذا المعنى.

ومما ورد نصًا في هذا الباب حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التشبه بالأعاجم، وقال: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ". رواه أبو يعلى (١).

والمراد أنَّه نهى عن التشبه بهم في خصالهم، وأخلاقهم، وآدابهم؛ سواء في ذلك ما كانوا عليه قبل الإِسلام، وما هم عليه بعد الإِسلام إذا كان مخالفًا لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما كان عليه هو وأصحابه رضي الله تعالى عنهم.

وروى ابن أبي شيبة عن أبي عثمان -هو النَّهدي-: أنَّ عمر رضي الله تعالى عنه كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه فيما كتب إليه: وعليكم بلبس المَعَدِّيَّة، وإياكم وهديَ العجم؛ فإن شر الهدي هديُ العجم (٢).

وروى هو والإمام أحمد عن عمر رضي الله تعالى عنه: أنَّه قال في كلام له: وذروا التنعم وزي العجم، وإياكم وهدي العجم؛ فإن


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٢٩٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>