للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شر الهدي هديُ العجم (١).

والهدي كما في "القاموس"، وغيره: الطريقة والسيرة (٢).

وروى البيهقي في "الشعب" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: ٦] قال: يعني: باطل الحديث.

وهو النضر بن الحارث بن علقمة اشترى أحاديث العجم، وصنعهم في دهرهم، وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام، ويعرض عن القرآن، فلم يؤمن به؛ أي: فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: ٦] (٣)؛ أي: ليثبت على ضلاله على قراءة أبي عمرو وابن كثير بفتح أوله.

وقرأ الباقون بضم أوله؛ أي: ليضل غيره عن سبيل الله؛ أي: عن طريق الله الذي سنَّه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وفيه إشارة إلى أن كتابة مثل ذلك، ونقله، وإملاءه على الناس فيه تحريك النفوس لاتباع بعض ذلك والعمل به؛ فإن النفوس أخوات يستحسن بعضها أوضاع بعض، فربما استجرَّ ذلك المرء إلى استحسان


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٤٨٦٩)، والإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤٣) واللفظ له.
(٢) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ١٧٣٤) (مادة: هدي).
(٣) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>