للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه الحاكم في "تاريخه"، ولفظه: "بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً في النَّارِ" (١).

قال البغوي، والغزالي، والنووي، وغيرهم: القيام مكروه على سبيل الإعظام لا على سبيل الإكرام (٢).

بل قال النووي باستحبابه لأهل العلم والدين والولاية على سبيل الإكرام والاحترام، لا على سبيل الرياء والإعظام، وألف فيه جزءه المشهور، وأنشد فيه عن أبي عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى: [من المتقارب]

فَلَمَّا بَصُرْنا بِهِ مُقْبِلًا ... حَلَلْنا الْحبا وابْتَدَيْنا الْقِياما

فَلا تُنْكِرَنَّ قِيامِي لَهُ ... فَإِنَّ الْكَرِيْمَ يُجِلُّ الْكِراما (٣)

وأنشد فيه أيضًا: [من الوافر]

قِيامِي وَالْعَزِيْزِ إِلَيْكَ حَقٌّ ... وَتَرْكُ الْحَقِّ ما لا يَسْتَقِيْمُ

فَهَلْ أَحَدٌ لَهُ عَقْلٌ وَلُبٌّ ... وَمَعْرِفَةٌ يَراكَ وَلا يَقُوْمُ (٤)

قلت: والفرق بين ما كان للإكرام وما كان للإعظام أن الإكرام


(١) وبهذا اللفظ رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣١/ ٢١٧).
(٢) انظر: "شرح السنة" للبغوي (١١/ ٩٢)، "إحياء علوم الدين" للغزالي (٢/ ٢٠٥)، و"روضة الطالبين" للنووي (١٠/ ٢٣٦).
(٣) انظر: "الترخيص في الإكرام بالقيام" للنووي (ص: ٥٠).
(٤) انظر: "الترخيص في الإكرام بالقيام" للنووي (ص: ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>