فأمر له عمر رضي الله تعالى عنه بشربة من ماء، فلما أخذها قال: آمِنِّي حتى أشربها.
قال: نعم.
فرمى بها، وقال: الوفاء يا أمير المؤمنين نورٌ أبلج.
قال: صدقت؛ لك التوقف عنك والنظر فيك، ارفعا عنه السيف.
فلما رفع عنه قال: الآن يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وما جاء به حق من عنده.
قال له عمر: أسلمت خير إسلام، فما خبرك؟
قال: خفت أن تظن بي أني إنَّما أسلمت خوفًا من السيف، أو إيثاراً لدينه بالرهبة.
قال عمر: إن لأهل فارس عقلاً، واستحقوا ما كانوا فيه من الملك.
ثم أمر به أن ينزل ويكرم، فكان عمر يشاوره في توجيه الجيوش نحو أرض فارس (١).
وقد أكثر ابن عبد ربه في "عقده"، والطرطوشي في "سراجه"، وغيرهما من العلماء في كتبهم من إيراد حِكَم الأعاجم، وأمثالهم.
وذكر صاحب "قلائد الشرف" منها جملة صالحة سردها فيه، ولا معنى للإكثار منها في هذا الموضع من الكتاب، وإنما ذكرت هذه
(١) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (١/ ١١٦).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute