للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وبالثاني قال الماوردي، والقاضي عياض، وغيرهما (١).

ومن أدلة الأول حديث "الصحيحين" عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت أشياء كنت أتحنَّث بها في الجاهلية من صدقة، أو عتاقة، وصلة رحم، فهل فيها من أجر؟

قال: "أَسْلَمْتَ عَلى ما أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ" (٢).

قال الحافظ أبو الفضل بن حجر: لا مانع من أن الله تعالى يضيف إلى حسنات الإِسلام ثواب ما كان صدر منه في الكفر من الأعمال الجميلة تفضلاً وإحسانًا (٣).

قلت: والحكمة في ذلك أن الإِسلام كما يَجُبُّ ما قبله من القبائح يحيى ما قبله من الصوالح.

وهما خلعتان جميلتان يكساهما الإنسان بالإِسلام والإيمان زائدتان على ثواب الإيمان والإِسلام، فما كان من الأخلاق الحسنة التي كانت العرب عليها في جاهليتهم فإنما كانت تدعوهم إلى طباعهم وسلائقهم من غير قصد إلى ثواب، ولكن لاعتدال


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٨/ ١٦٢)، و"شرح مسلم" للنووي (٢/ ١٤١)، و"فتح الباري" لابن حجر (١/ ٩٩).
(٢) رواه البخاري (١٣٦٩)، ومسلم (١٢٣).
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (١/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>