للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لقِيَ اللهَ وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ لَقِيَهُ كَعابِدِ وَثَنٍ". رواه ابن حبان في "صحيحه" (١).

وممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية قيس بن عاصم المنقري رضي الله تعالى عنه؛ كان في جاهليته شريباً، ثم حرم الخمر على نفسه، وكان سبب ذلك أنه غمز عكنة ابنته وهو سكران، وسب أبويه، ولقي القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخمَّار كثيراً من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك فحرمها على نفسه، وقال فيها: [من الوافر]

رَأَيْتُ الْخَمْرَ صالِحَةً وَفِيها ... خِصالٌ تُفْسِدُ الرَّجُلَ الْحَلِيما

فَلا وَاللهِ أَشْرَبُها صَحِيحاً ... وَلا أُشْفَى بِها أَبَداً سَقِيما

وَلا أُعْطِي بِها ثَمَناً حَياتِي ... وَلا أَدْعُو لَها أَبَداً نَدِيْما

فَإِنَّ الْخَمْر تَفْضَحُ شارِبِيها ... وَتُجْنِيهِمْ بِها الأَمْرَ الْعَظِيما (٢)

وقال عامر بن الظَّرِب العُدواني، وكان من حكام العرب وخطبائها، وكان ممن حرَّم الخمر من أهل الجاهلية، وقال فيها: [من البسيط]


(١) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٥٣٤٧). قال ابن عدي في "الكامل" (٤/ ٢٠٩): عبد اللُّه بن خراش بن حوشب عن عمه العوام بن حوشب، قال البخاري: منكر الحديث.
(٢) انظر: "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن عبد البر (٣/ ١٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>